كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وكذلك عمال الاخرة، لو قالوا: "تعب العمل ومشقته أمر متحقق،
وحسن الخا تمة أمر موهوم "، لعطلوا الاعمال جملة.
وكذلك الاجراء والضناع و لملوك وا لجند وكل طالب أمر من الامور
الدنيوية أو الاخروية، لولا بناوه على الغالب وما جرت به العادة لما حتمل
المشقة المتيقنة لامر منتظر.
ومن هاهنا قيل: إن إنكار هذه المسألة يستلزم تعطيل الدنيا والاخرة من
وجوه متعددة.
الوجه السادس والخمسون: قولكم: "ويعارضه معنى ثالث وراء هما
فيفكر العقل: أيراعي شروطا أخرى وراء مجرد الإنسانية، من العقل
والبلوغ، والعلم والجهل، والكمال والنقص، والقرابة والأجنبية، فيتحير
العقل كل التحير، فلا بد إذن من شارع يفصل هذه الخطة، ويعين قانونا يطرد
عليه أمر الامة، وتستقيم عليه مصالحهم " (1).
فيقال: لا ريب أن الشرائع تأتي بما لا تستقل العقول بإدراكه، فإذا
جاءت به الشريعة هتدى العقل (2) حينئذ إلى وجه حسن مأموره وقمح
منهيه، فنبهته (3) الشريعة على وجه الحكمة والمصلحة الباعثين لشرعه.
فهذا مما لا ينكر.
وهذا الذي قلنا فيه: إن الشرائع تأتي بمحارات العقول لا بمحالات
(1) انظر: (ص: 987).
(2) (ت): "جاءت به الشرائع اهتدى به العقل ".
(3) في الاصول: " فسرته ". وفي طرة (د): " لعله: فعبهته ". وهو ما اثبت.
7 0 1 1

الصفحة 1107