كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

خاضوا"؛ فيكون صفة لمصدر محذوف، كقولان: ضرب كالذي ضرب،
و حسن كالذي أحسن، ونظائره. وعلى هذا فيكون العائد منصوبا محذوقا،
وحذفه في مثل ذللش قياس مطرد (1).
وعلى القولين، فقد ذمهم سبحانه على الخوض بالباطل واتباع
الشهوات، و خبر أن من كانت هذه حالته فقد حبط عمله في الدنيا والاخرة،
وهو من الخاسرين.
ونظير هذا قول أهل النار لاهل الجنة، وقد سألوهم: كيف دخلوها:
<قالو لم نك مى المصقل!! ولم نك نطعم المشكين! و! نا غوض مح الحإدصين
! كا لبهذب يومى الذين > [المدثر: 43 - 46]، فذكرو الاصلين: الخوض
بالباطل وما يتبعه من التكذيب بيوم الدين، وايثار الشهوات وما يستلزمه (2)
من ترك الصلوات وإطعام ذوي ا لحاجات.
فهذا الاصلان هما ما هما. والله ولي التوفيق.
فصل
والقلب السليم الذي لا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله به (3) هو
القلب الذي قد سلم من هذا وهذا؛ فهو القلب الذي قد سلم لربه، وسلم
لامره، ولم تبق فيه منازعة لامره، ولا معارضة لخبره، فهو سليم مما سوى
(1) انظر: "الدر المصون " (6/ 83)، و"التبيان " للعكبري (0 65)، و"شرح المفصل"
(3/ 56 1).
(2) (ت): "تستلزمه ".
(3) (ن، ح): "والقلب السليم الذي ينجو من عذاب الله ".
2 1 1

الصفحة 112