كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
الا يجاب الشرعيئ نوع آخر غير العذاب الثابت على الا يجاب العقلي.
وبذلك يجيبون عن النصوص النافية للعذاب قبل البعثة.
و ما الا يجاب والتحريم العقلثان غائبا، فهم مصرحون بهما، ويفسرون
ذلك باللزوم الذي اوجبته حكمته وحرمته، و نه يستحيل عليه خلافه، كما
يستحيل عليه ا لحاجة والنوم والتعب واللغوب.
فهذا معنى الوجوب والامتناع في حق الله عندهم، فهو وجوب اقتضته
ذاته وحكمته وغناه، وامتناع يستحيل عليه الاتصاف به؛ لمنافاته كماله وغناه.
قالوا: وهذا في الافعال نظير ما تقولونه (1) في الصفات انه يجب له
كذا، ويمتنع عليه كذا، فقولنا نحن في الافعال نظير قولكم في الصفات، ما
يجب له منها وما يمتنع عليه، فكما ان ذلك وجوب و متناع ذاتي يستحيل
عليه خلافه، فهكذا ما تقتضيه حكمته وتاباه وجوب وامتناع يستحيل عليه
الاخلال به، وان كان مقدورا له، لكنه لا يخل به؛ لكمال حكمته وعلمه
وغناه.
والفرقة الثانية منعت ذلك جملة، واحالت القول به (2)، وجوزت على
الرب تعالى كل شيءٍ ممكن، وردت الاحالة والامتناع في افعاله إلى غير
الممكن من المحالات؛ كا لجمع بين الئقيضين، وبابه (3).
فقابلوا المعتزلة اشذ مقابلة، واقتسما طرفي الافراط والتفريط.
(1) في الاصول: " يقولونه لما. وهو خطأ.
(2) (ت): "وأحالت العقول به ".
(3) أي: باب الجمع بين العقيضين.
1123