كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
الكمال، ونزهوه فيها عن الشبه و 1 لمثال، فأثبتوا له المثل الاعلى، ولم
يضربوا له الامثال، فكانوا أسعد الطوائف بمعرفته، وأحقهم بالايمان به
وبولايته ومحبته، وذلك فصل الله يؤتيه من يشاء.
ثم لتزم أصحاب هذا التفسير عنه من اللوازم الباطلة ما لا قبل لهم به:
قالوا عن هذا التفسير الباطل (1): إنه تعا لى إذا أمر العبد ولم يعنه بجميع
مقدوره تعا لى من وجوه الاعانة كان ظا لما له.
والتزموا لذلك: أنه لا يقدر أن يهدي ضالا، كما قالوا: إنه لا يقدر أ ن
يضل مهتديا.
وقالوا عنه أيضا: إنه إذا أمر اثنين بأمر و حد، وخص أحد هما بإعانته
على فعل المامور، كان ظالما.
وقالوا عنه أيضا: إنه إذا اشترك ثنان في ذنب يوجب العقاب، فعاقب به
أحدهما، وعفا عن الاخر، كان ظالما.
إ لى غير ذلك من اللوازم الباطلة التي جعلوا لاجلها ترك تسويته بين
عباده في فضله وإحسانه ظلما.
قعارضهم أصحاب التفسير الثا ني، وقالوا: الظلم المنزه عنه من الامور
الممتنعة لذاتها، قلا يجوز أن يكون مقدورا، ولا نه تعا لى تركه بمشيئته
واختياره، وانما هو من باب ا لجمع بين الضدين، وجعل ا لجسم الواحد في
مكانين، وقلب القديم محدثا والمحدث قديما، ونحو ذلك، وإلا فكل ما
يقدره الذهن، وكان وجوده ممكنا، والرب قادر عليه؛ فليس بطلم، سواء
(1) الفعل " قالو " مضفن معنى "التزموا".
6 2 1 1