كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الله وأمره، لا يريد إلا الله، ولا يفعل إلا ما أمره الله، فالله وحده غايته، وأمره
وشرعه وسيلته وطريقته، لا تعترضه شبهة (1) تحول بينه وبين تصديق خبره،
لكن (2) لا تمر عليه إلا وهي مجتازة، تعلم أنه لا قرار لها فيه، ولا شهوة
تحول بينه وبين متابعة رضاه.
ومتى كان القلب كذلك فهو سليم من الشرك، وسليم من البدع، وسليم
من الغي، وسليم من الباطل، وكل الاقوال التي قيلت في تفسيره فذلك
ينتظمها (3).
وحقيقته أنه القلب الذي قد سلم لعبودية ربه حبا وخوفا ورجاء؛ ففني
بحبه (4) عن حب ما سواه، وبخوفه عن خوف ما سواه، وبرجائه عن رجاء ما
سواه، وسلم لامره ولرسوله تصديقا وطاعة، كما تقدم، واستسلم لقضائه
وقدره فلم يتهمه ولم ينازعه ولم يتسخط لاقداره.
فأسلم لربه انقيادا وخضوعا، وذلا وعبودية، وسلم جميع أحكامه (5)
(1) (ن، ح):"شبه ".
(2) كذا في الاصرل. اب: "رقد تعترضه شبهة، لكن لا تمر. . ." على الاستدراك، رهو
باب "لكن". فإن كانت للاضراب - وقد تاتي له، انظر: "رصف المبا ني " (92 1) -
فالمعنى ظاهر.
(3) (ح، ن): "يتضمنها". و 1 نظر: "طريق الهجرتين " (75)، و" مدارج السالكين " (2/ 68،
3/ 2 2 1، 487)، و"الروح " (5 0 6)، و"إغائة اللهفان " (1/ 7)، و"بدائع الفوائد"
(0 0 6).
(4) (ح، ن): "فهو غني ".
(5) (ن، ح): " احواله ".
113