كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وشكله ولونه - ليست كنسبتها إلى خالقها فيه.
فتأمل هذا الموضع، وأعط الفرق حقه، وفرق بين النسبتين؟ فكما أ ن
صفات المخلوق ليست صفات لله بوجه وان كان هو خالقها، فكذلك أفعاله
ليست أفعالا لله تعا لى ولا ليه وان كان هو خالقها.
فلنرجع الان إلى ما نحن بصدده، فنقول: الامر الذي كتبه على نفسه
مستحق عليه ا لحمد والثناء، ويتعا لى ويتقدس عن تركه؛ إذ تركه مناف للثناء
والحمد الذي يستحقه عليه، متضمنا لما يستحقه من ذلك لذاته (1)، بقطع
النظر عن كل فعل.
وكذلك ما حرمه على نفسه هو مستحق للحمد والثناء على تركه، فهو
يتعالى ويتقدس عن فعله؛ لان فعله مناف لما يستحقه من الحمد و لثناء على
تركه، متضمنا (2) لما يستحقه لذاته (3).
وهذا بحمد الله بين عند من أوتي العلم والإيمان، وهو مستقر في
فطرهم، لا ينسخه منها شبهات المبطلين.
وهذا الموضع مما خفي على طائفتي القدرية والجبرية، فخبطوا في
عشواء، وحطبوا في ليلة ظلماء، والله الموفق الهادي للصواب (4).
(1) (ق): "لما يستحقه لذاته ".
(2) (ت): "متضمن". والوجه النصب، كالموضمع لسابق، حال من الحمد.
(3) من قوله: "بقطع النظر ... " إلى هنا ساقط من (ق).
(4) انظر: " مجموع الفتاوى " (18/ 9 4 1).
1 4 1 1

الصفحة 1141