كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فصل
وقد ظهر بهذا بطلان قول الطائفتين معا:
* الذين وضعوا لله شريعة بعقولهم، أوجبوا عليه وحرموا منها ما لم
يوجبه على نفسه ولم يحرمه على نفسه، وسوو بينه وبين عباده فيما يحسن
منهم ويقيح.
وبذلك استطال عليهم خصومهم، و بدوا مناقضتهم، وكشفوا عورا تهم،
وبينوا فضائحهم.
* وكذلك بطلان قول الطائفة التي جوزت عليه كل شيء، و نكرت
حكمته، وجحدت في الحقيقة ما يستحقه من الحمد والثناء على ما يفعله
مما يمدج بفعله، وعلى ترلب ما يتركه مع قدرته عليه مما يمدج بتركه،
وجعلت النوعين واحدا، ولا فرق عندهم بالنسبة إليه تعا لى بين فعل ما
يمدج بفعله وبين تركه، ولا بين ترك ما يمدج بتركه وبين فعله.
وبهذا تسلط عليهم خصومهم، وأبدوا مناقضتهم، وبينوا فضائحهم.
قال المتوسطون: وأما نحن فلا يلزمنا شيء من هذه الفضائح
والاباطيل، فإنا لم نوافق طائفة من الطائفتين على كل ما قالته، بل وافقنا كل
طائمة فيما أصابت فيه الحق، وخالفناها فيما خالفت فيه الحق، فكنا سعد به
من الطائفتين، ولله المنة والفضل.
وهذا قولنا قد أوضحناه في هذه المسألة غاية الايضاج، وأفصحنا عنه بما
أمكننا من الافصاج، فمن وجد سبيلا إلى ا لمعارضة، أو رام طريقا إ لى
ا لمناقضة، فليبدها، فإنا من وراء الرد عليه، وإهداء عيوب مقالته إليه، ونحن نعلم
1142

الصفحة 1142