كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
ونحن مساعدوكم عليها، كما لا محيد لكم عن إلزاما تهم (1):
فمنها: انكم سددتم على انفسكم طريق الاستدلال بالمعجزة على
النبوة؛ حيث جوزتم على الله أن يؤيد بها الكذاب كما يؤيد الصادق، وعندكم
أن كلا الامرين بالنسبة إليه تعا لى سواء (2).
ولم تعتذروا عن هذا الالزام المقاوم لسائر إلزاماتكم بعذر صحيح،
وهذه أعذاركم مسطورة في الصحائف (3).
ومنها: إلزام الافحام (4) بنفي (5) المكلف النظر في المعجزة؛ لعدم
الوجوب عقلا.
و عتذاركم عن هذا الالزام بأن الوجوب ثابت نظر أولم ينظر اعتذار
يبطل أصلكم؛ فإن ثبوت الوجوب بدون نظر المكلف لو كان شرعيا لتوقف
على الشرع المتوقف في حق المكلف على النظر في المعجزة، فلما ثبت
الوجوب وان لم ينظر في المعجزة علم أن الوجوب عقلي لا يتوقف على
ثبوت الشرع.
فان قيل: هو ثابت في نفس الأمر على تقدير ثبوت الرسالة.
(1) في الاصول: داكما لا محيد لهم عن إلزاماتكم ". والصواب ما اثبت. اي: لا محيد
للنفاة عن إلزامات المعتزلة.
(2) انظر: " شرح الاصول ا لخمسة " (4 56)، و" النبوات " (234، 0 48، 0 5 5).
(3) انظر: "بيان المختصردا (1/ 2 31)، وشرح العضد (1/ 6 1 2)، و" شرح المقاصد"
(4/ 59 1)، و"العلم الشامخ " للمقبلي (1 2 1).
(4) يعني: إفحام الانبياء وانقطاعهم وعجزهم عن إثبات نبوتهم.
(5) في الاصول: "ونفي ". و [لمثبت اشبه.
6 4 1 1