كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
صلاح في معيشة، ولا قوام لمملكة، ولكان الناس بمنزلة البهائم و لسباع
العادية والكلاب الضارية التي يعدو بعضها على بعض.
وكل زيني (1) في العا لم فمن اثار النبوة، وكل شينن (2) وقع في العا لم أو
سيقع فبسبب خفاء اثار النبوة ودروسها؛ فالعالم حينئذ جسد (3) روحه
النبوة، ولا قيام للجسد بدون روحه.
ولهذا إذا تم نكساف شمس النبوة من العالم، ولم يبق في الارض
شيء من آثارها البتة، انشقت سماوه، و نتثرت كواكبه، وكورت شمسه،
وخسف قمره، ونسفت جباله، وزلزلت أرضه، و هلك من عليها؛ فلا قيام
للعالم إلا بآثار النبوة.
ولهذا كان كل موضع ظهرت فيه آثار النبوة أهله أحسن حالا وأصلح
بالا من الموضع الذي يخفى فيه اثارها.
وبا لجملة؛ فحاجة العا لم إلى النبوة أعظم من حاجتهم إلى نور
الشمس، و عظم من حاجتهم إلى الماء والهواء الذي لا حياة لهم بدونه.
فصل
وأما ما ذكره الفلاسفة من مقصود الشرائع، وأن ذلك لاستكمال النفس
قوى العلم و لعمل، والشرائع ترد بتمهيد ما تقرر في العقل لا بتغييره (4). . .
(1) (د، ق): " د ين ". تحر يف.
(2) في الاصول: " شر". والمثبت اشبه.
(3) " جسد" ساقطة من (د، ق). واستدركت في طرة (ت).
(4) (ق): " في العقل بتعبيره ". وهو تحريف.
6 5 1 1