كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

إلى اخره (1) = فهذا مقام يجب الاعتناء بشانه، و ن لا نضرب عنه صفحا،
فنقول: للناس في المقصود بالشرائع والاو مر والنواهي أربعة طرق (2):
أحدها: طريق من يقول من الفلاسفة وأتباعهم من المنتسبين إ لى
الملل: إن المقصود بها تهذيب أخلاق النفوس وتعديلها، لتستعد بذلك
لقبول الحكمة العلمية والعملية.
ومنهم من يقول: لتستعد بذلك لان تكون محلا لانتقاش صور
المعقولات (3) فيها.
ففائدة ذلك عندهم كالفائدة ا لحاصلة من صقل المراة لتستعد لظهور
الصور فيها، وهؤلاء يجعلون الشرائع من جنس الاخلاق الفاضلة
والسياسات العادلة.
ولهذا رام فلاسفة الاسلام ا لجمع بين الشريعة و لفلسفة، كما فعل ابن
سينا والفارابي و ضرابهما، وال بهم إلى أن تكلموا في خوارق العادات
والمعجزات على طريق الفلاسفة المشائين (4)، وجعلوا لها سبابا ثلاثة:
أحدها: القوى الفلكية.
والثا ني: القوى النفسية.
(1) انظر ما تقدم (ص: 0 0 0 1).
(2) انظر: "ا لجواب الصحيح " (6/ 23 - 1 4).
(3) (ق): " الصور المعقولات ".
(4) اتباع افلاطون و رسطو، مر فلاسفة اليونان، سفوا بذلك لانهم كانو يعلمون
تلاميذهم وهم يمشون. انظر: "أخبار ا لحكماء" للقفطي (27، 35، 37)، و" درء
التعارض " (1/ 57 1).
1157

الصفحة 1157