كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
غاية كمال النفس، وهو استكمال قوتيها العلمية والعملية، فاستكمال قوتها
العلمية عندهم بانطباع صور المعلومات في النفس، واستكمال قوتها
العملية بالعلم ل.
وهذا غاية (1) ما عندهم من العلم والعمل، وليس فيه بيان خاصية
النفس التي لا كمال لها بدونه البتة، وهو الذي حلقت له، وأريد منها، بل ما
عرفه القوم؛ لأنه لم يكن عندهم من معرفة متعلقه إلا نزر يسير غير مجد ولا
محصل للمقصود، وذلك معرفة الله بأسمائه وصفاته، ومعرفة ما ينبغي
لجلاله، وما يتعا لى ويتقدس عنه، ومعرفة أمره ودينه، والتمييز بين مواقع
رضاه وسخطه، واستفراغ الوسع في التقرب إليه، وامتلاء القلب بمحبته،
بحيث يكون سلطان حبه قاهرا لكل محبة.
ولا سعادة للعبد في دنياه ولا في أخراه إلا بذلك، ولا كمال للروح
بدون ذلك البتة، وهذا هو الذي خلق له و ريد منه، بل ولاجله خلقت
السموات والارض، واتخذت الجنة والنار، كما سيأ تي تقريره من أكثر من
مئة وجه إن شاء الله (2)، ومعلوم انه ليس عند القوم من هذا خبر، بل هم في
واد وأهل الشأن في واد.
وهذا هو الدين الذي ا جمعت الانبياء (3) عليه من اولهم إلى خا تمتهم،
كلهم جاء به و خبر عن الله أنه دينه الذي رضيه لعباده وشرعه لهم و مرهم
به، كما قال تعالى: < ولنذ بعثنا فى نيل أمة رسو، أت أعبدو الله
(1) (د، ق): "وهذا مع انه غاية ".
(2) لم يقع ذلك في باقي الكتاب. وراجع ما كتبناه في المقدمة.
(3) (ت): " اجتمعت الأنبياء".
1159