كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
غير واحد من السلف (1) بأن قالوا: <لايؤتون الز! ؤة > لا يقولون: لا إله
إلا لله.
فعبادة الله وحده لا شريك له، و ن يكون الله احب إلى العبد من كل ما
سواه، هو أعظم وصية جاءت بها الرسل ودعوا إليها الامم.
وسنبين - إن شاء الله - عن قريب بالبراهين الشافية أن النفس ليس لها
نجاة ولا سعادة ولا كمال إلا بأن يكون الله وحده محبوبها ومعبودها لذي
لا أحب إليها منه، ولا اثر عندها من مرضاته والتقرب إليه، و ن النفس
محتاجة بل مضطرة إليه [من] حيث هو معبودها و محبوبها وغاية مرادها
أعظم من اضطرارها إليه من حيث هو ربها وخالقها وفاطرها (2).
ولهذا كان من امن بادله خالقه ورازقه وربه ومليكه، ولم يؤمن بأنه لا إله
يعبد ويحب ويخشى ويخاف غيره، بل اشرك معه في عبادته غيره = فهو
كافر به، مشرك شركا لا يغفره الله؛ كما قال تعا لى: < إن الله لايغفرأن يتبرك
به- > [النساء: 48، 6 1 1]، وقال تعا لى: < ومن ا لناس من يتخذ من دون الله أندا؟ ا
مجئونهتمكب الله > [البقرة: 165]، فاخبر ان من احب شيئا سوى الله مثل ما
يحب الله فقد اتخذ من دون الله ندا.
ولهذا يقول أهل النار لمعبوديهم وهم معهم فيها: < تالله نكنا لفى
ضئل بين! إذ دنسؤليهم برث العلمين) [الشعراء: 97 - 98]، وهذه التسوية إ نما
(1) كابن عماس وعكرمة. انظر: ا تفسير الطبري دا (1 2/ 0 43)، و"الدعاء" للطبرا ني
(3/ 5 0 5 1)، و" الدر المنثور" (7/ 3 1 3).
(2) لم يقع بيان ذلك في باقي الكتاب. وراجع ما كتبناه في المقدمة.
1 6 1 1