كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

كانت في الحب والتاله، لا في الخلق والقدرة والربوبية، وهي العدل الذي
أخبر به عن الكفار بقوله: <الحمد لله الذي خلق لسمؤت والأرض وجعل
الظائت واقور ث! اتذينكفروأ برئهم يعدلوت) [الانعام: 1]، و صح القولين:
ان المعنى: ثم الذين كفروا يعدلون بربهم، فيجعلون له عدلا (1) يحبونه
ويعبدونه كما يحبون الله ويعبدونه.
فما ذكره الفلاسفة من الحكمة العلمية والعملية ليس فيها من العلوم
والأعمال ما تسعد به النفوس وتنجو به من العذاب؛ فليس في حكمتهم
العلمية إيمان بالده، ولا ملائكته، ولا كتبه، ولا رسله، ولا لقائه، وليس في
حكمتهم العملية عبادته وحده لا شريك له، واتباع مرضاته، واجتناب
مساخطه، ومعلوم أن النفوس لا سعادة لها ولا فلاح إلا بذلك؛ فليس في
حكمتهم العلمية والعملية ما تسعد به النفوس وتفوز.
ولهذا لم يكونوا داخلين في الامم السعداء في الاخرة؟ وهم الامم
الأربعة المذكورون في قوله تعا لى:! يان الذين ءامنوأ والذيرن هادوا
وافصرئ والضخئين من ءامن بآلله واليؤم ا لأخر وعمل صخلحا فلهم أتجرهمعند
ربهم ولاخوث علئهم ولاهئم يحزنوت) [القرة: 62].
وهذه الكمالات الأربعة التي ذكرها الفلاسفة للنفس لا بد منها في
كمالها وصلاجها، ولكن قصروا غاية التقصير في انهم لم يبينوا متعلقها،
ولم يحذوا لها حدا فاصلا بين ما تحصل به السعادة وما لا تحصل به.
(1) (ت): " عديلا". والعدل والعديل: المثل و لنظير.
2 6 1 1

الصفحة 1162