كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
فانهم لم يذكروا متعلق العفة، ولا عماذا تكون؟ ولا مقدارها الذي إذا
تجاوزه العبد وقع في الفجور، وكذلك ا لحلم لم يذكروا مواقعه، ومقداره،
و ين يحسن؟ واين يقبح؟، وكذلك الشجاعة، وكذلك العلم لم يميزو العلم
الذي تزكو به النفولس وتسعد من غيره، بل لم يعرفوه اصلا.
و ما الرسل - صلوات الله وسلامه عليهم - فبينوا ذلك غاية البيان،
وفصلوه احسن تفصيل، وقد جمع الله ذلك في كتابه في اية و حدة، فقال:
< قل إنما حرئم ربى اتفوحش ما ظهر منها وما بظن ؤاقي ثم والبغى بغتر الئ وأن لمحثركوا
بالله ما لز ينرذ به شلطئا وأن تقولو على الله ما لائعلمون) [الاعراف: 33].
فهذه الانواع الاربعة التي حرمها (1) تحريما مطلقا لم يبح منها شيثا
لاحد من الخلق، ولا في حال من الاحوال، بخلاف الميتة والدم ولحم
الخنزير فانها تحرم في حال وتباج في حال، و ما هذه الاربعة فهي محرمة
مطلقا (2).
فالفواحتز متعلقة بالشهوة، وتعديل قوة الشهوة باجتنا بها (3)، و لبغي
بغير ا لحق متعلق بالغضب، وتعديل القوة الغضبية باجتنابه، و 1 لشرك بالئه
ظلم عظيم، بل هو الظلم على الاطلاق، وهو مناف للعدل و لعلم (4).
(1) "ا لجواب الصحيح " (6/ 33): " هي التي حرمها".
(2) "مطلقا" ليست في (ق).
(3) من هنا سقط على ناسخ (ت) مقدار ورقة.
(4) في "ا لجواب الصحيح " (6/ 33): ". . . والشرك بالئه فساد اصل العدل، فإن الشرك
ظلم عظيم، والقول على الله بلا علم فساد في العلم، فقد حرم سبحانه هذه الاربعة،
وهي فساد الشهوة والغضب، وفساد العدل والعلم ".
63 1 1