كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

من وجوه كثيرة (1):
منها: ان ما ذكروه لا يعطي كمال النفس الذي خلقت له، كما بيناه.
ومنها: ان ما ذكروه في كمال القوة العملية إنما غايته إصلاح البدن
الذي هو الة النفس، ولم يذكروا كمال النفس الارادي والعملي (2) بالمحبة
وا لخوف والرجاء.
ومنها: ان كمال النفس في العلم والارادة، لا في مجرد العلم؛ فإن
مجرد العلم ليس بكمال للنفس ما لم تكن مريدة محبة لمن لا سعادة لها إلا
بإرادته ومحبته، فالعلم المجرد لا يعطي النفس كمالا ما لم تقترن به الارادة
والمحبة.
ومنها: أن العلم لو كان كمالا بمجرده لم يكن ما عندهم من العلم كمالا
للنفس، فإن غاية ما عندهم:
* أ إما] علوم رياضية صحيحة، مصالحها من جنس مصالح
الصناعات، وربما كانت الصناعات اصلح و نفع من كثير منها.
* وإما علم طبيعي صحيح، غايته (3) معرفة العناصر وبعض خواصها
وطبائعها، ومعرفة بعض ما يتركب منها، وما يستحيل من المركبات (4) إليها،
(1) انظر: "الصفدية " (2/ 233، 9 4 2 وما بعدها)، و" مجموع الفتاوى " (2/ 94)، و" درء
التعارض " (3/ 274)، و" الرد على المنطقيين " (4 4 1).
(2) (ط): " والعمل ".
(3) (ق، د): " علم طميعي غاية صحيحة ". والمثبت من (ط)، وهو اشبه.
(4) في الأصول: "الموجبات ". وهو تحريف. انظر: " التعريفات " (4 2).
5 6 1 1

الصفحة 1165