كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وهذا كما أنه سبحانه ينعم على أوليائه بنعيمين (1):
* نعيم كشف ا لحجاب، فينظرون إليه.
* ونعيم الجنة وما فيها.
و حد النعيمين أحب إليهم من الاخر، واثر عندهم، وأقر لعيونهم، كما
في "الصحيح " عنه مج! ي! أنه قال: "إذا دخل أهل الجئة الجئة نادى مناب: يا أهل
الجئة، إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينحزكموه، فيقولون: ما هو؟ أ لم يبيض
وجوهنا، ويثقل موازيننا، ويدخلنا ا لجنة، ويجرنا من النار؟ قال: فيكشف
الحجاب، فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئا أحب اليهم من النظر اليه " (2).
وفي حديثٍ غير هذا: أنهم إذ نظروا إلى ربهم تبارك وتعا لى أنساهم
لذة النظر إليه ما هم فيه من النعيم (3).
والوجه الثا ني: أن البدن والاعضاء الات للنفس، ورعية للقلب،
وخدم له، فاذا فقد بعضهم كماله الذي خلق له كان بمنزلة هلاك بعض جند
الملك ورعيته، وتعطل بعض الاته، وقد لا يلحق الملك من ذلك ضرر
أصلا، وأما إذا فقد القلب كماله الذي خلق له وحياته ونعيمه كان بمنزلة
هلاك الملك وأ سره، وذهاب ملكه من يديه، وصيرورته أسيرا في أيدي
اعا ديه.
(1) (د): "بنعمتين "، وفي الطرة: "لعله: بنعيمين ".
(2) اخرجه مسلم (181)، وابن حبان (1 4 74) واللفظ له.
(3) اخرجه عبد بن حميد (9 84 - المنتخب)، والدارمي في " الرد على الجهمية"
(189)، و" النقض على بشر المريسي " (9 22)، وغيرهما من حديث ابن عمر مرفوعا
بإسناد فيه انقطاع. وانظر: " لشريعة " للآجري (572).
0 7 1 1

الصفحة 1170