كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فما تبلغ الاعداء من جاهل ما يبلغ ا لجاهل من نفسه (1)
وان لم يفهمه لغلظ حجابه، وكثافة طبعه، فيكفيه الايمان بما أعد الله
تعا لى في الجنة لاهلها من نعيم الاكل والشرب و لنكاح والمناظر
المبهجة، وما عد في النار لاهلها من السلاسل والاغلال والحميم
ومقطعات الثياب من النار ونحو ذلك.
و لمقصود بيان أن الحاجة إلى الرسل - صلوات الله عليهم وسلامه-
ضرورية، بل هي في أعلى مراتب الضرورة، وليست نظيرا (2) لحاجتهم إ لى
الحياة (3) و سبابها، بل هي أعظم من ذلك.
و ما ما ذكر عن الصابئة من الاستغناء عن النبوة، فهذا ليس مذهبا
لجميعهم، بل فيهم سعيد وشقي، كما قال تعا لى:! ان الذدق ءامنوا والذيى
هادوا وافصنرى والضحثين من ءامن بالله واليؤم الأخر وعمل صخلحا فلهم
أتجرهم عند رئهم ولا خوي علئهغ ولا هتم تحزنوت) [البقرة: 62]، فادخل
المؤمنين من الصابئين في أهل السعادة، ولم ينالوا ذلك إلا بالايمان
بالرسل، ولكن منهم من أنكر النبوات وعبد الكواكب، وهم فرق كثيرة ليس
هذا موضع ذكرهم (4).
(1) من ابيات مشهورة لصالح بن عبد القدوس، في " ا لحماسة البصرية " (2/ 0 4)،
و" العقد" (2/ 6 3 4)، و" ا لمنتخل " (9 9 5)، وغيرها.
(2) في الاصول: "نظزا". والمثبت اشبه.
(3) غير محررة في (د)، وفي (ق، ت): "الحاجة ". والمثبت اذ نى إلى الصواب. انظر:
"زاد المعاد" (1/ 9 6)، و"الفوائد" (27 2).
(4) انظر ما تقدم (ص: 2 0 0 1) والتعليق عليه.
72 1 1

* وقال تعالى: <ضرب لله مثلارجلافيه شركا متشبهتون ورجلا سلما
لرجل هل لمجمثتولان مثلا> [الزمر: 29]، هذا مثل ضربه الله لمن عبده وحده
فسلم له، ولمن عبد من دونه الهة فهم شركاء فيه متشاكسون عسرون، فهل
يستوي في العقول هذا وهذا؟!
وقد أكثر تعا لى من هذه الأمثال ونوعها مستدلا بها على حسن شكره
880

الصفحة 1172