كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

ثم يقال لهذه الطائفة: بماذا عرفتم أن الموجودات في العالم السفلي
كلها مركبة على تأثير الكو كب والروحانيات؟! وهل هذا إلا كذب بحت (1)
وبهت؟!
فهب أن بعض الاثار المشاهدة مسبب عن تأثير بعض الكواكب
والعلويات، كما يشاهد من تأثير الشمس و لقمر في ا لحيوان والنبات
وغيرهما، فمن أين لكم أن جميع أجزاء العا لم السفلي صادر عن تأثير
الكواكب والروحانيات؟! وهل هذا إلا كذب وجهل؟!
فهذا العالم فيه من التغير و لاستحالة والكون والفساد ما لا يمكن
إضافته إلى كوكب، ولا يتصور وقوعه إلا بمشيئة فاعل مختار قادر قاهر
مؤثر في الكواكب والروحانيات، مسخر لها بقدرته، مدبر لها (2) بمشيئته،
كما تشهد عليها أحوالها وهيا تها وتسخيرها و نقيادها نها مدبرة مربوبة
مسخرة بأمر قاهر قادر، يصرفها كيف يشاء، ويدبرها كما يريد، ليس لها من
الامر شيء، ولا يمكن أن تتصرف بانفسها بذرة، فصلا أن تعطي العالم
وجوده، فلو أرادت حركة غير حركتها أو مكانا غير مكانها أو هيئة أو حالا
غير ما هي عليه لم تجد إلى ذلك سبيلا.
فكيف تكون ربا لكل ما تحتها مع كونها عاجزة مصرفة مقهورة مسخرة،
اثار الفقر مسطورة في صفحاتها (3)، و يات العبودية والتسخير بادية عليها،
فبأي آعتبار نظر إليها العاقل رأى اثار الفقر وشواهد ا لحدوث وأدلة التسخير
(1) (ت): " كذب وحنث ".
(2) (ت، ق): " بها". وهو تحريف.
(3) (ت): " اثار القهر مسطرة في صفحاتها".
1174

الصفحة 1174