كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

وانقطاعه (1) وانشقاقه، فكيف جمعتم بين تكذيب الرسل في الإخبار عن
نقطاعه وانشقاقه وانحلاله، وبين دعواكم تركبه من ماهيات مختلفة في
أنفسها غير ممتنع على المركب منها الانحلال والانفطار؟!
فلا للرسل صدقتم، ولا مع وجوب العقل وقفتم، بل أنتم من أهل هذه
الاية: < وقالو لوكئالنمئمع أونعقل ماكافى أضف لسعير> 1 الملك: 0 1].
فان قيل: لم لا يجوز أن يقال: إن كل برج من البروج الاثني عشر قد
ارتسمت فيه كواكب صغيرة بلغت في الصغر إلى حيث لا يمكننا أن نحس
بهم، ثم إن الكوكب إذا وقع في مسامتة برج خاصق آمتزج نور ذلك الكوكب
بأنوار تلك الكواكب الصغار المرتسمة في تلك القطعة من الفلك، فيحصل
بهذا السبب آثار مخصوصة؟ واذا كان هذا محتملا - ولم يبطل بالدليل
ثبوته - تعين المصير إليه.
قيل: طبائع تلك الكواكب إن كانت مختلفة بالماهية عاد المحذور
المذكور، وان كانت واحدهي لم يكن ذلك الامتزاج إلا متشابفا (2)، فلا
يتصور صدور الاثار المتضادة المختلفة عنه.
الوجه الثا ني من الكلام على بطلان علم الأحكام: أن معرفة جميع
المؤثرات (3) الفلكية ممتنعة، واذا كان كذلك متنع الاستدلال بالأحوال
الفلكية على حدوب ا لحوادث السفلية.
(1) (ق، د): " و نفطاره ".
(2) سقطت "إلا" مر (ق)، فافسدت امغ.
(3) (ت): " ا لمدبرات ".
1178

الصفحة 1178