كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

ثلاثة آلاف ميل (1)، واذا كان الامر كذلك فكيف يمكن (2) ضبط هذه
ا لموثرات؟!
وسادسها: هب انا عرفنا تلك الامتزاجات ا لحاصلة في ذلك الوقت (3)
فلا ريب أنه لا يمكننا معرفة الامتزاجات التي كانت حاصلة قبله، مع أنا نعلام
قطعا ن الاشكال السالفة ربما كانت عائقة ومانعة عن مقتضيات الاشكال
الحاصلة في الحال.
ولا ريب ألا نشاهد أشخاصا كثيرة من النبات و لحيوان والانسان
تحدث مقارنة لطالع واحد، مع أن كل واحد منها مخالف للآخر في أكثر
الامور، وذلك أن الاحوال السالفة في حق كل و [حد تكون مخالفة للأحوال
السالفة في حق الاخر.
وذلك يدل أنه لا اعتماد على مقتضى الوقت، بل لا بد من الاحاطة
بالطوالع السالفة، وذلك مما لا وقوف عليه أصلا؛ فإنه ربما كانت الطوالع
السالفة دافعة مقتضيات هذا الطالع الحاضر.
وعلى هذا الوجه عول ابن سينا في كتابيه اللذين سماهما: "الشفا"،
و"النجاة " (4) في إبطال هذا العلم.
(1) انظر: " المطالب العالية أ (8/ 55 1).
(2) ليست في (ق).
(3) "السر المكتوم ": "قبل هذا الوقت ".
(4) "الشفاءأ (485 - الالهيات)، و"النجاة لما (07 7). وله رصالة مفردة مطبوعة في الرد
على المنجمين.
1182

الصفحة 1182