كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

على درجة الطالع، يكون موجبا من الحكم ما لا يوجبه النظر بدونه؟!
الوجه الرابع: ان تاثير الكواكب الثوابت (1) يختلف باختلاف اقدارها،
فما كان من القدر الاؤل أثر بوقوعه على الدرجة، وإن لم تضبط الدقيقة، وما
كان من القدر الاخير لم يؤثر إلا بضبط الدقيقة.
ولا ريب أن ا لجهالة بتلك الكواكب ومقاديرها يوجب كذب الاحكام
النجومية وبطلانها.
الوجه الخامس: أنها لو كان لها تاثير كما يزعمون لم يخل: إما ن
تكون فيه مختارة مريدة، أو غير مختارة ولا مريدة. وكلاهما محال 0
أما 1 لأول، فلأنه يوجب جوي الاحكام على وفق آختيارها وإرادتها،
ولم يتوقف على تصالاتها، وانفصالاتها، ومفارقتها، ومقارنتها، وهبوطها
بها في حضيضها، وارتفاعها في أوجها، كما هو المعروف من الفاعل
بالاختيار، ولا سيما الاجرام العلوية المؤثرة في سائر السفليات. ولاختلفت
اثارها أيضا عند هذه الامور بحسب الدواعي والإرادات. ولامكنها أن تسعد
من أراد (2) أن ينحسه، وتنحس من أراد أن يسعده، كما هو شأن الفاعل
المختار (3).
(1) ليست في (ق).
(2) ا ي: الطا لع.
(3) وأمر ر بع، وهو أنها لو كانت مختارة مريدة لما بقيت حركتها ابدا على رتبة واحدة لا
تتبدل عنها، إذ هذه صفة الجماد المدبر الذي لا اختيار له. انظر: " لتمهيد" للباقلاني
(71)، و" الفصل " (5/ 47 1)، و"شرح الاصول لخمسة ا] (1 12)، و" فرج المهموم
في علم النجوم " لابن طاووس (23، 0 3، 32)، وما سبق (ص: 176 1).
84 1 1

الصفحة 1184