كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
وان لم تكن مختارة مريدة، فتأثيرها بح! سب الذات والطبع، وما كان
هكذا لم يختلف أثره إلا باختلاف القوابل والمعدات (1)، وعندكم أن في
آختلاف (2) تلك القوابل والمعدات مستند إلى تاثيرها. فاي محال ابلغ من
هذا؟! وهل هذا إلا دور ممتنع قي بدائه العقول؟!
الوجه السادس: ان هذا العلم مشتمل على اصول يشهد صريح العقل
بفسادها، وهي وإن كانت في الكثرة إلى حيث لا يمكن ذكرها، فنحن نعد
بعضها:
فالأول: أن من المعلوم بالضرورة انه ليس في السماء حمل ولا ثور ولا
حية ولا عقرب ولا دب ولا كلب ولا ثعلب، إلا ن المتقدمين لما قسموا
الفلك إلى آثني عشر قسما وأرادو أن يمئزو كل قسم منها بعلامات
مخصوصة شبهوا الكواكب المركوزة في تلك القطعة المعينة بصورة حيوالق
مخصوص، تشبيها بعيدا جدا.
ثم إن هؤلاء الاحكاميين فرعوا على هذه الاسماء تفريعات طويلة؛
فزعموا أن الصور السفلية مطيعة للصور العلوية، فالعقارب مطيعة لصورة
العقرب، والافاعي مطيعة لصورة التنين، وكذا القول في الاسد والسنبلة.
ومن عرف كيف وضعت هذه الاسماء، ثم سمع قول هؤلاء الاحكاميين،
ضحك منهم، وتبين له فرط جهلهم وكذبهم (3).
(1) وهي عبارة عما يتوقف عليه الشيء ولا يجامعه في الوجود، كا لخطوات الموصلة
إلى لمقاصد."التعريفات" (282).
(2) كذا في الاصول. ولعل الصو ب: أن اختلاف.
(3) انظر: " صور الكواكب " (1 2)، و" التفهيم " (263)، و" التذكرة في علم الهيئة " -
85 1 1