كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
الثا ني: ان هؤلاء لما عجزوا عن معرفة طالع القران (1) أقاموا طالع سنة
القران مقام القران! ومعلوم أن هذا في غاية الفساد.
الثالث: أنهم اختلفوا اختلافا شديدا في المسالة الواحدة من مسائل هذا
العلم؛ فان أقوالهم في حدود الكواكب كثيرة مختلفة (2)، وليس مع احد
منهم شبهة ولا خيال، فصلا عن حجة واستدلال.
ثم إن كثيرا منهم من غير حجة ولا دليل ربما أخذوا واحدا من تلك
الاقوال من غير بصيرة، بل بمجرد التشهي، مثل أخذهم في ذلك بحدود
المصريين (3)، وذلك من أدل الدلائل على فساد هذا العلم.
(1)
21)
(3)
للطوسي (132، 142)، و"فرج لمهموم" (25)، و"الانواء" لابن قتيبة (121).
وهو مسامتة أحد الكوكبين الاخر، لان أحدهما أعلى من صاحبه، وفلكه خلاف ذلك
الآخر، فيسامت أحدهما صاحبه، فيحاذيان موضعا واحدا من ذلك البرج، ويتحركان
على سمت واحد، فير هما الناظر مقترنين لبعدهما من الارض، وبين أحدهما
وصاحبه في العلو بعد كثير. انظر: "الأزمنة والامكنة " (2/ 322)، و"القانون
لمسعودي " (3/ 0 5 13)، و"رسائل إخوان الصفا" (1/ 36 1).
الحدود: اقسام في لتروج مختلفة، ينسب كل قسم من كل برج إلى كوكب من
الكواكب المتحئرة، فتختلف الاحكام في البرج بحسب اختلاف الأقسام. انظر:
"المطالب العالية " (8/ 175)، و"التفهيم " (56 2).
في الاصول: " الضربين) ". وهو تحريف عن المثبت. انظر المصدرين السابقين، وما
سيأتي (ص: 91 2 1). وقال كوشيار في " المجمل " (ق: 7/ ب): " الحدود من
الاشياء المختلف فيها، فلكل امة حدود،. . . وكل واحد من أهل هذه الصناعة تمسك
بحدود أمة على شهوة منه، وهي حدود بطليموس وحدود المصريين وحدود الهند
وحدود الكلدانيين،. . . وأما حدود المصريين فاجتمعت عليها اهل الصناعة على غير
ثقة بها، وليس لها قياس ولا نظام "!
1186