كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

الرابع: ان اقوالهم متناقضة؛ فإن منهم من يقول: كون زحل في بيت
المال دليل الفقر، ومنهم من يقول: يدل على وجدان الكنز (1).
الخامس: ان هذا العلم مع انه تقليد محض، فليس أيضا تقليدا منتظما؛
لان لكل قوم فيه مذهبا، ولكل طائفة فيه مقالة، فللبابليين فيه مذهب،
وللفرس مذهب آخر، وللهند مذهب، وللصين مذهب رابع. و لاقوال إذا
تعارضت وتعذر الترجيح كان دليلا على فسادها وبطلانها.
وسيا تي إن شاء الله بسط الكلام على هذه الوجوه أكثر من هذا.
الوجه السابع مما يدل على بطلان القول بالأحكام: أن الطالع عندهم
هو الشكل المخصوص ا لحاصل للفلك عند انفصال الولد من رحم امه.
وإذا ثبت هذا، فنقول: الاستدلال بحصول ذلك الشكل على جميع
الأحوال الكلية التي تحصل لهذا الولد إلى اخر عمره استدلال باطل قطعا،
ويدل عليه وجوه:
أحدها: أن ذلك الشكل كما حدث في تلك اللحظة فانه يفنى ويزول،
ويحدث شكل آخر، فذلك الشكل المعين معدوم في جميع اجزاء عمر هذا
الانسان، والمعدوم لا يكون علة للموجود، ولا جزء من أجزاء العلة (2).
وإذا كان كذلك امتنع الاستدلال بذلك الشكل على الاحوال التي
تحدث في جميع أجزاء العمر.
الثاني: أنه لا مشابهة بين ذلك الشكل المخصوص وبين هذا الانسان
(1) (ت): " ا لكثرة ".
(2) (ت): " ولا جزء للعلة ".
1187

الصفحة 1187