كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

الذي انفصل من بطن الأم إلا في أمر واحد، وهو أن كل واحد منهما ظهر
بعد الخفاء، ومجرد ذلك لا يوجب ارتباط ذلك الشكل المخصوص للفلك
بسائر أحوال هذا الإنسان البتة؛ فمدعي ذلك فاسد العقل.
والنظر الثالث: أنه عند حدوث ذلك الطالع حدثت انواع من
الحيوانات، و نوااع من النبات، و نواع من الجمادات، فلو كان ذلك الطالع
يوجب اثارا مخصوصة لوجب اشتراك كل الاشياء التي حدثت في عالمنا
هذا في ذلك الوقت في تلك الاثار، وحيث لم يكن الامر كذلك علمنا ن
القول بتأثير الطالع باطل.
الراببع: هب أن الطالع له أثر، إلا أن الواجب أن يقال: الطالع المعتبر هو
طالع مسقط النطفة، لا طالع الولادة، وذلك لان عند مسقط النطفة يأخذ
ذلك الشخص في التكون والتولد، فأما عند الولادة فالشخص قد تئم تكونه
وحدوثه، ولا حادث في هذا الوقت إلا انتقاله من مكان إلى مكادق اخر.
فثبت أنه لو كان للطالع اعتبار لوجب أن يكون المعتبر هو طالع مسقط
النطفة لا طالع الولادة.
الوجه الئامن: أن الارصاد لا تنفك عن نوع الخلل والزلل (1)، وقد
صنف أبوعلي ابن الهيثم (2) رسالة بليغة في أقسام الخلل الواقع في الات
(1) انظر: "العمل بالاسطرلاب " للصوفي (4 31)، و" زيج " البتا ني (91 1)، و" المطالب
العالية " (8/ 5 5 1).
(2) الحسن (وقيل: محمد) بن الحسن، صاحب لتصانيف لمشهورة في الهندسة، (ت:
0 43 تقريبا). انظر: "أخبار ا لحكماء" للقفطي (18 2)، و"طبقات الاطباء" لابن ا بي
أصيبعة (2/ 0 9).
1188

الصفحة 1188