كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وقال سبحانه: < ومن يعس عن دبهر الرحمن نقئض له-شئطتا فهو له قرين!
وإنهم لصذوخمغ عن السبل وتحسبون أتهم مهتدون) [الزخرف: 36 - 37]، فاخبر
سبحانه أن ابتلاءه بقرينه (1) من الشياطين وضلاله به إنما كان بسبب إعراضه
وعشوه عن ذكره الذي أنزله على رسوله، فكان عقوبة هذا الاعراض أ ن
قيض له شيطائا يقارنه، فيصده عن سبيل ربه وطريق فلاحه، وهو يحسب أنه
مهتد، حتى إذ وافى ربه يوم القيامة مع قرينه، وعاين هلاكه وإفلاسه، قال:
<لبئت بتنى وطيك بعد لممثرئتن فبئس القرين) [الزخرف: 38].
وكل من أعرض عن الاهتداء بالوحي الذي هو ذكر الله، فلا بد أن يقول
هذا يوم القيامة.
فان قيل: فهل لهذا عذر في ضلاله إذا كان يحسب أنه على هدى، كما
قال تعا لى: <وئحسبمبن نهمسهتدون)؟
قيل: لا عذر لهذا و مثاله من الضلال الذين منشأ ضلالهم الاعراض
عن الوحي الذي جاء به الرسول ع! يو، ولو ظن انه مهتد، فانه مفرط بإعراضه
عن اتباع داعي الهدى، فاذا ضل فانما أتي من تفريطه وإعراضه. وهذا
بخلاف من كان ضلاله (2) لعدم بلوغ الرسالة وعجزه عن الوصول إليها،
فذاك له حكم آخر، والوعيد في القرآن إنما يتناول الاول، و ما الثاني فان الله
لا يعذب أحدا إلا بعد إقامة الحجة عليه، كما قال تعالى: <وماكئا معذبين
حتى تجعث رسولا) [الإسراء: 5 1]، وقال تعا لى: < زسلأ مبشرين ومنذرين لملأ
(1) (ح، ن): " ان من ابتلاه بقرينه ".
(2) (ح، ن): "من كان على ضلالة ".
119