كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
فأما تأثيراتها في حصول الأحوال النفسانية، من الذكاء والبلادة،
والسعادة والشقاوة، وحسن ا لخلق وقبحه، والغنى [والفقر]، وا لهم
والسرور، واللذة والا لم = فلو كان معلوما لكان طريق علمه إما ا لخبر الذي
لا يجوز عليه الكذب، أو الحس الذي يشترك فيه الناس، أو ضرورة العقل،
أو نظره، وشيء من هذا كله غير موجود البتة؟ فالقول به باطل.
ولا يمكن الاحكاميين أن يدعوا واحدا من الثلاثة الاول (1)، وغايتهم
أن يدعوا أن النطر والتجربة قادهم إلى ذلك، وأوقعهم عليه. ونحن نبين
فساد هذا النظر والتجربة بما لا يمكن دفعه من الوجوه التي ذكرناها، ونذكر
غيرها مما هو مثلها وأقوى منها.
وكل علم صحيح فله براهين يستند إليها تنتهي إلى الحس أو ضرورة
العقل، وهذا العلام قلا ينتهي إلا إلى حدس وتخمين لا تغني من الحق
شيئا، وغاية أهله تقليد من لم يقم دليل على صدقه.
الوجه العا شر: انا إذا فرضنا أن رجلين سالا منجمين في وقت واحد في
بلد واحد عن خصمين، أ يهما الظافر بصاحبه؟ فهاهنا يكون ذلك الطالع
مشتركا بين كل واحد من ذينك الخصمين، فإن دل ذلك الطالع على حال
الغالب أو المغلوب، مع كونه مشتركا بين الخصمين (2)، لزم كون كل منهما
غالبا لخصمه ومغلوبا من جانبه. وذلك محال.
فإن قالوا: بين حال كل واحد منهما بسبب طالع الاصل، أو طالع
التحويل، أو برج الانتهاء.
(1) وهي: لخبرالمقطوع بصدقه، و لحش المشترك، وضرورة لعقل.
(2) من قوله: "فإن دذ ذلك " إلى هنا ساقط من (ت)؛ لانتقال النظر.
0 9 1 1