كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
قلنا: هذا تسليم لقول من يقول: إن طالع الوقت لا يدل على شيء صلا،
بل لا بد من رعاية الاحوال الماضية، لكن الاحوال الماضية كثيرة غير
مضبوطة؛ فتوقف دلالة طالع الوقت على آعتبار تلك الاحوال الماضية
يقتضي التوقف على شرائط لا يمكن عتبارها البتة.
وقد ساعد أصحاب الاحكام على الاعتراف بان الاعتماد على طالع
الوقت غير مفيد، بل لا يتم الامر إلا عند معرفة طالع الأصا!، فطالع
التحويل، وبرج الانتهاء، ومعرفة التسييرات، فعند عتبار جملة هذه الامور
يتم الاستدلال، ومع عتبار جملتها وتحريرها بحيث يؤمن الغلط فيها يكون
الاستدلال على سبيل الطن، لا على سبيل القطع.
الوجه الحادي عشر: انا لو فرضنا جادة مسلوكة، وطريقا يمشي فيه
الناس ليلا ونهارا، ثم حصل في تلك ا لجادة ابار (1) متقاربة، بحيث لا يقدر
سالك ذلك الطريق على سلوكه إلا بتأمل كثير وتفكر شديد حتى يتخلص
من الوقوع في تلك الابار؛ فان من المعلوم بالضرورة أن سلامة من يصثي
في هذه الطريق من العميان لا يكون كسلامة من يصثي من البصراء، بل ولا
بد أن يكون عطب العميان في ذلك الطريق كثيرا جدا، وان تكون سلامة
البصراء غالبة جدا.
إذا عرفت هذا، فنقول: مثال العميان عند الاحكاميين: الذين لا يعرفون
(1) مهملة في (د). وفي (ق، ت): "اثار". وهكذا في المواضع التالية. وهو تحريف.
انظر: "مسألة في الر؟ على المانجمين" للشريف المرتضى (2/ 307 - رسائله)،
و"شرح نهج البلاغة " (6/ 2 0 2). ولا دري أنقل المصنف هذ] المثل من كتاب
الشريف 1 لمرتضى مباشرة أم بواسطة؟
1 9 1 1