كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

طالع الوقت لعله اقتضى هلاكا أو غرقا عاما، وهو أقوى من طالع الاصل،
فكان التأثير له = لانا نقول: هذا بعتنه يبطل عليكم طالع المولود والاصل،
ويحيل القول بتأثيره و [عتباره جملة؛ فان الطوالع بعده مختلفة كثيرة، ولعل
بعضها (1) أو أكثرها قوى منه، فيكون الحكم بموجبه باطلا، إذ لا أمان لكم
من قتضاء الطوالع بعده ضد ما اقتضاه، وحينئذ فلا يفيد اعتباره شيئا.
الوجه التالث عشر: ألا نرى الجيشين العظيمين وا لحزبين المتغالبين (2)
يقتتلان ويختصمان، وقد اخذ طالع الوقت لكل منهما، ومع هذا فالمنصور
والغالب أحدهما، مع أن الطالع واحد!
ولا ينفعكم في هذا جواب من انتصر لكم بانه لا مانع من القول بخطا
الاخذ للطالع في الحساب والحكم؛ فانه لو أخذ لهما أي طالع كان لم يكن
الغالب إلا حدهما، حتى لو كان الطالع قطعا (3) لا يتصور فيه الغلط لم يكن
بد من كون أحدهما غالبا و 1 لاخر مغلوبا، وهذا يبطل مذهب الاحكام بلا
(4)
ريب
الوجه الرابع عشر: أن الاجزاء المفترضة في الفلك إما أن تكون متشابهة
في الطبيعة والماهية، أو مختلفة فيها؛ فإن كانت متشابهة (5) كان ا لجزء الذي
(1) في الاصول:؟ "واصل بعضهالما. والمثبت اشبه بالصواب. وانظر: " الفلاكة وا لمفلوكون"
(25)، ففي سياقه اختلاف.
(2) (ق): "المتعاليين ". (ت): "المتقابلين ".
(3) (ت): " قطعيالما. وطمست الياء في (د، ق).
(4) انظر: "غاية المرام " (2 1 2)، و"أبكار الافكار" (2/ 272).
(5) (ق، د): "متساوية ".
1193

الصفحة 1193