كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
وهذا خطأ بين؛ فان التجارب التي دلت على كذب ذلك وبطلانه ووقوع
الامر بخلافه أضعاف أضعاف التجربة التي دلت على صدقه، كما سنذكر
قطرة من بحره عن قريب إن شاء الله.
ولهذا قال أبو نصر الفارابي (1): واعلم أنك لو قلبت (2) أوضاع
المنجمين، فجعلت ا لحار باردا، والبارد حارا، والسعد نحسا، و لنحس
سعدا، والذكر أنثى، والانثى ذكرا، ثم حكمت؛ لكانت أحكامك من جنس
أحكامهم، تصيب تارة وتخطى ء تارات (3).
وهل معكم إلا الحدس والتخمين والظمون الكاذبة؟!
ولقد حكي (4) أن امرأة أتت منجما فأعطته درهما، فأخذ طالعها،
وحكم وقال: الطالع يخبر بكذا، فقالت: لم يكن سدء من ذلك! ثم أخذ
الطالع وقال: يخبر بكذا. فأنكرته! حتى قال: إنه ليدل على قطع في بيت
المال (5)، فقالت: الان صدقت، وهو الدرهم الذي دفعته إليك!!
(1) محمد بن محمد بن طرخان، الفيلسوف، صاحب التصانيف (ت: 339) 0 انطر:
"اخبار ا لحكماء" (382)، و"السير" (5 1/ 6 1 4).
(2) في الاصول: " قبلت ". وستا تي على الصواب (ص: 1313).
(3) العبارة بالمعنى في رسالته " ما يصح وما لا يصح من احكام النجوم " (1/ 0 30 -
رسائله). وانظر: "السر ا لمكتوم " (86)، و" مجموع الفتاوى " (35/ 182).
(4) انظر: "الرسالة لمصرية " لابي الصلت امية بن عبد العزيز (1/ 45 - نوادر
المخطوطات)، و"اخبار ا لحكماء" للقفطي (252)، ففيهما أن المنجم هو رزق الله
النحاس.
(5) في المصدرين السابقين: بيت مالك. وسياتي تفسير القطع (ص: 55 4 1).
5 9 1 1