كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
الوجه الخامس عشر: ان الاجسام لا تنفعل في غيرها إلا بواسطة
المماسة، وهذه الكواكب لا مماسة لها بأعضائنا و بداننا و رواحنا، قتمتنع
كونها فاعلة فينا (1).
أقمى ما في الباب أن يقال: إنها وإن لم تكن مماسة لاعضائنا إلا أ ن
شعاعها يصل إلى أجسامنا.
فيقال: لا ريب أن تأثير الشعاع إنما يكون بالتسخين عند المسامتة (2) أو
بالتبريد عند الانحراف عن المسامتة؛ فهذا - بعد تصحيحه - يقتضي أن لا
يكون لهذه الكواكب تأثير في هذا العالم إلا على سبيل التسخين والتبريد.
فأما ن تعطي العلوم والأخلاق، والمحبة و لبغضاء، والموالاة
والمعاداة، والعفة وا لحرية (3)، والنذالة والخبث، و لمكر وا لخديعة، فذلك
خارج عن معقول العقلاء، وهو من حماقات الاحكاميين وجهالاتهم.
فإن قيل: التأثير بالتسخين والتبريد يوجب اختلاف أمزجة الابدان،
واختلاف أمزجة الأبدان يوجب اختلاف أفعال النفس.
قيل: فنحن نرى التسخين يقتضي حرارة وحدّة في المزاج، يفعل بها هذا
(1) انظر: "رسائل الشريف المرتضى " (2/ 03 3)، و" شرح نهج البلاغة " (6/ 0 0 2).
(2) الموازاة والمقابلة. "التاج " (سمت). وفي (ق): " لمشامتة " با لمعجمة. و في (ت):
"المماسة". في الموضعين.
(3) مهملة في (د، ق). والحرية تطلق عرفا على لعفة، فيقال: غلام حر، اي: عفيف.
انظر: "زاد المعاد" (3/ 584)، و"بدائع الفوائد، (1373)، و"إعلام ا لموقعين"
(4/ 228). وربما كانت تحريفا عن: "وا لجود"، والمصنف يذكرهما كثيزا في
خصال الكمال.
1196