كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
غاية الخير والافعال الحميدة، وهذا غاية الشر و لاقعال الخبيثة، و لشعاع قد
سخن مراكبها (1)، فما الموجب لانفعال نفسيهما عن هذا التسخين هذا
الانفعال المتباعد المتناقض (2)؟!
وأيضا؛ فما الموجب لاختلاف القوابل، وتأثير الكواكب فيها بطبعه
وتسخينه وتبريده؟! فكيف اختلفت القوابل هذا الاختلاف العظيم وهي
مستند إلى تأثيرٍ واحد؟!
الوجه السادس عشر: أن رجلا لو جلس في دار لها بابان، شرقي
وغربي، فسأل المنجم وقال: من أيهما يقتضي الطالع خروجي؟ فاذا قال له
المنجم: من الشرقي، أمكنه تكذيبه وا لخروج من الغربي، وبالعكس،
وكذلك السفر في يوبم واحد، وابتداء البناء وغيره في يوم يعينه له المنجم
ويحكم باقتضاء الطالع له من غير تقدبم عنه ولا تأخر، فانه يمكنه تكذيبه في
ذلك أ جمع (3).
فان قلتم: إن المنجم إذا أخبره بما يفعله ويختاره يصير ذلك داعيا له
إ لى أن يخالفه في قوله ويكذبه، فالطريق إلى علة تصديقه (4) أن يحكم ذلك
المنجم على معين، ويكتبه في كتاب ويخفيه، أو يذكره لانسان اخر ويخفيه
عن صاحب الواقعة، فهاهنا يطهر صدق المنجم!
(1) (د، ق): " مراكمهما". والبدن مركب للنفس. انظر: " الروح، (9 9 4، 5 32)، و" روضة
المحبين " (5 1 1)، و" مجموع الفتاوى " (5/ 57 4).
(2) (ت): "المتنافر".
(3) انظر: " الفصل " (ه / 0 5 1)، و" رسائل الشريف المرتضى " (2/ 5 0 3)، و"شرح نهج
الملاغة " (6/ 2 0 2).
(4) (ط):! علم صدقه ".
1197