كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
سائر الكواكب متصلة به على وضع مخصوص وشكل مخصوص فإن ذلك
الموضع المعئن بحسب الدرجة والذقيقة لا يعود إلا بعد ألوف ألوف من
السنين، وعمر الإنسان الواحد لا يفي بذلك، بل عمر البشر لا يفي به،
والتواريخ التي تضبط هذه المدة مما لا يمكن وصولها إلى الإنسان؛ فثبت
أنه لا سبيل إلى الوصول إلى هذه الاحوال من جهة التجربة البتة (1).
ولا ينفعكم اعتذار من عتذر عنكم بانه لا حاجة في التجربة إلى ما ذكرتم،
لانا إذا شاهدنا حادثا معينا في وقت مخصوص، فلا شك أنه قد تحصل في
الفلك اتصالات للكواكب المختلفة في ذلك الوقت، فلو قدرنا عود ذلك
الوضع الفلكي بتمامه على تلك الحال ألف مرة لم يعلم أن المؤثر في ذلك
ا لحادث هل هو مجموع الاتصالات أو تصال معين منها؟ فإذا علمنا أن ذلك
الوضع بجملته فات وما عاد، ولكنه عاد تصالى و [حد من تلك الاتصالات،
وكلما عاد ذلك الاتصال المعين فإنه يعود ذلك الاثر بعينه، لا لاجل (2) سائر
الاتصالات؛ فثبت أن الرجوع في هذا الباب إلى التجربة غير متعذر.
وهذا الاعتذار في غاية الفساد والمكابرة؛ لان تخلف ذلك الاثر عن
ذلك الاتصال العائد أكثر من اقترانه به، والتجربة شاهدة بذلك، كما قد
اشتهر بين العقلاء أن المنجمين إذا أ جمعوا على شيءٍ (3) من الاحكام لم
يكد يقع، ونحن نذكر طرفا من ذلك، فنقول في:
(1) انظر: " السر ا لمكتوم " (0 1)، و" الفصل " (5/ 9 4 1)، و" ا بكار ا لافكار" (2/ 0 7 2)،
و" رسائل الشريف المرتضى " (2/ 03 3)، وا شرح نهج البلاغة " (6/ 1 0 2، 4 0 2).
(2) "لا" ليست في (ت).
(3) (ص): "على حكم".
1199