كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
الوجه الثامن عشر: لما نظر حذاقكم وفصلاوكم سنة سبع وثلاثين عام
صفين في مخرج علي رضي الله عنه من الكوفة إلى محاربة أهل النبام،
اتفقوا على أنه يقتل ويقهر به جيشه.
فظهر كذبهم، وانتصر جيشه على أهل الشام، ولم يقدروا على التخلص
منهم إلا بالحيلة التي وضعوها من نشر المصاحف على الرماج و لدعاء إ لى
ما فيها.
وقد قيل: إن هذا الاتفاق منهم إنما كان في حرب امير المؤمنين رضي الله
عنه للخوارج (1)؛ فإنهم اتفقوا على أنه إن خرج في ذلك الطالع قتل وهزم
جيشه، فإن القمر كان إذ ذاك في العقرب، فخالفهم علي رضي الله عنه، وقال:
بل نخرج ثقة بالله، وتوكلا عليه، وتكذيبا لقول المنجم (2)، فما غزا غزاة بعد
رسول الله! أتم منها، قتل عدو 5، وأيده الله عليهم بالنصر والظفر بهم،
ورجع مؤيدا منصورا مأجورا، والقصة معروفة في السير والتواريخ (3).
وجمن ذلك: اتفاق ملئكم (4) في سنة ست وستين على غلبة عبيد الله بن زياد
للمختار بن أبي عبيد، وأنه لا بد أن يقتله أو يأسره، فسار إليه في نحو من ثمانين
ألف مقاتل، فلقيه إبراهيم بن الاشتر صاحب المختار بأرض نصيبين (5) وهو
(1) (ق): "حرب ا لمؤمنين للخوارج ".
(2) (ت، ص): " للمنجمين ".
(3) انظر: "تاريخ الطبري) " (5/ 83)، و" البداية والنهاية " (0 1/ 585)، و" شرح نهج
لبلاغة " (6/ 9 9 1)، وما سيا تي (ص: 7 2 4 1).
(4) (ت، ص): " ملائهم ".
(5) من مدن ا لجزيرة لفراتية. انظر: " معجم البلدان " (5/ 288)، و" بلدان الخلافة
الشرقية " (4 12). لكن الوقعة لم تكن بها، بل بخازر (نهر بأرض الموصل)، وقد-
0 0 2 1