كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
فيما دون سبعة آلاف مقاتل، فانهزم أصحاب ابن زياد بعد أن قتل منهم خلق لا
يحصيهم إلا الله، حتى قيل: إنهم (1) ثلاثة وسبعون ألفا، ولم يقتل من أصحاب
ابن الاشتر سوى عدد لا يبلغون مئة، وفيهم يقول الشاعر:
برزو [نحوهم بسبعة آلا ف أرتهم عجائبا في اللقاء
فتعشوا منهم بسبعين ألفا و يزيدون قبل وقت العشاء
فجزاك ابن مالك و با إس حاق عنا لاله خير جزاء (2)
يريد بابن مالك إبراهيم بن مالك الاشتر، و بو إسحاق كنية المختار.
وقتل ابن الاشتر عبيد الله بن زياد في المعركة، ولم يعلم به، حتى إذ
هدأ الليل قال لاصحابه: لقد ضربت على شاطىء هذا النهر رجلا فرجع إ لي
سيفي وفيه رائحة المسك، ورأيت إقداما وجرأة، فصرعته فذهبت رجلاه
قبل المشرق ويداه قبل المغرب، فانظروه، فأتوه بالنيران، فإذا هو
عبيد الله بن زياد. ذكر ذلك المبرد في "الكامل) " (3).
فانظر حكمة الله في انعكاس ما قال الكذابون المنخمون!
وقيل: لما علم عبيد الله بن زياد أن أمر لقتال قد تيسر، وسأل (4) منجمه عن
= كان المختار ذكر للناس ان أصحابه سيظهرون على بن زياد بنصيبين، تفاؤلا منه ا و
كهانة، فاخطا في تحديد الموضع. انظر: " تاريخ الطبري " (6/ 92)، و" البداية
والنها ية " (2 1/ 7 4).
(1) (ت، ص): "حتى قتل منهم ". وكذا في (د)، لكن صخحت في لطرة. (ق): "حتى
قيل إنهم قتل منهم "، لم يحسن التصحيح.
(2) الثا ني في "التذكرة " للقرطبي (4 2 1 1) عن " مرج 1 لبحرين" لابن دحية.
(3) (3/ 196). ورائحة الممسك لا من دمه، بل من طيب وضعه!
(4) كذا في الاصول. وألاشبه حذف الواو.