كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
قوة نجمه ونجم ابن الاشتر، وقال: والله إ ني لأعلم انه ليس بشيء، إلا أ ني كنت
أنا وهو صغيران (1) وقعت بيني وبينه خصومة بسبب حمام كنا نلعب به،
فضربني إلى الارض، وقعد على صدري، وقال: والله إ ني قاتلك، ولا يقتلك
أحد غيري إن شاء الله، وأنا من ستثنائه بالمشيئة خائف! فذهب به منجمه إلى ما
قرره المنجمون له من قوة نجمه وأن هذا وهم منه، وحكم النجوم يقضي على
وهمه، فحقق الله سبحانه ذلك الوهم، وأبطل حكم الطالع والنجم!
ومن ذلك: اتفاقهم عندما تم بناء بغداد سنة ست وأربعين ومائة أ ن
طالعها يقضي بأنه لا يموت فيها خليفة (2)، وشاع ذلك، حتى هنأ الشعراء به
المنصور (3)، حتى قال بعض شعرائه:
يهنيك منها بلدة يقضى لنا ن الممات بها عليك حرام
لما قضت أحكام طالع وقتها أن لا يرى فيها يموت إمام
وأكد هذا الهذيان في نفوس العوام موت المنصور بطريق مكة، ثم
المهدي بماسبذان (4)، ثم الهادي بعيساباذ (5)، ثم الرشيد بطوس (6)، فلما
(1) كذا في الاصول. و لصواب: "صغيرين ".
(2) انظر: " تاريخ بغداد" (1/ 68)، و" البداية والنهاية " (2 1/ 1 39)، و"معجم البلدان "
(1/ 0 6 4).
(3) انظر: "تاريخ بغداد" (1/ 68)، و" ثمار القلوب " (1 74).
(4) موضع في بلاد فارس. "معجم البلدان " (5/ 1 4).
(5) محلة بشرقي بغداد، منسوبة لعيسى بن المهدي، ومععى " باذ" بالفارسية: عمارة.
"معجم البلدان " (4/ 172).
(6) من مدن نيسابور ب! قليم خراسان، وتقع اطلالها اليوم على بضعة اميال من شمال
مدينة مشهد بإيران. انظر: "معجم البلدان) " (4/ 9 4)، و"بلدان الخلافة الشرقية " -
2 0 2 1