كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

وهي نحو من سبعين بيتا (1)، أجيز على كل بي! تى منها بألف درهم.
ومن ذلك: اتفاقهم سنة اثنتين وتسعين ومئتين في قصة القرامطة على أ ن
المكتفي بادله إن خرج لمقاتلتهم كان هو المغلوب المهزوم (2)، وكان
المسلمون قد لقوا منهم على توا لي الايام شرا عظيما وخطبا جسيماً، فإنهم
قتلوا النساء و [لاطفال، واستباحوا الحريم والاموال، وهدموا ا لمساجد،
وربطوا فيها خيولهم ودوابهم، وقصدوا وفد الله وزوار بيته فأوقعوا فيهم
القتل الذريع والفعل الشنيع، و باحوا محارم الله، وعطلوا شرائعه.
فعزم المكتفي على قتا لهم والخروج إليهم بنفسه، فجمع وزيره
القاسم بن عبيد الله (3) من قدر عليه من المنجمين، وفيهم زعيمهم أبو
ا لحسن العاصمي (4)، وكلهم اوجب عليه بان يشير على الخليفة أن لا
يخرج، فإنه إن خرج لم يرجع، وبخروجه تزول دولته، وبهذا تشهد النجوم
التي يقضي بها طالع مولده، و خاقوا الوزير من الهلاك إن خرج معه.
وقد كان المكتفي أمر الوزير با لخروج معه، فلم يجلم بدا من متابعته،
! م
فخرج وفي قلبه ما فيه، و قام المكتفي بالرقة حتى اخذ اعداء الله جميعا،
وسقيت جموعهم بكأس السيف نجيعاه
ثئم جاء الخبر من مصر بموت خمارويه بن أحمد بن طولون، وكانوا به
(1) ديوانه، بشرح التبريزي (1/ 0 4 - 4 7).
(2) في الاصول: "الملزوم "ه وهو تحريف.
(3) ا لحارثي (ت: 1 9 2)، ظلوم سفاك للدماء، متهم بالزندقة. انظر: االسير" (4 1/ 18).
(4) له خمر في " مختصر تاريخ الدول " لابن العبري (137). وسيا تي له ذكر
(ص: 2 1 2 1، 234 1).
1205

الصفحة 1205