كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

فلما مللكها أسد الدين شيركوه بن شاذي، ثم ابن أخيه الملك الناصر
صلاخ الدين يوسف بن أيوب، ومع ذلك المصريون قائمون بدعغ العاضد
عبد الله بن يوسف - توهم الجهال أن ما قال المنجمون من قبل حقا؛ لتبدل
اللسان وحال الدعوة مستبقى.
فلما رد صلاخ الدين الدعوة إلى بني العباس، انكشف الا! ر، وزال
الالتباس، وظهر كذب المنجمين، وا لحمد لله رب العالمين.
وكانخ! المدة بين وضع الاساس وانقراض دولة الملاحدة منها نحوا
من مئة وثلاية وتسعين عاما.
فنقض انقطاع دولتهم على المنجمين أحكامهم، وخرب ديارهم،
وهتك أستارهم، وكشف أسرارهم، و جرى الله سبحانه تكذيبهم والطعن
عليهم على لسان الخاص والعام، حتى اعتذر من اعتذر منهم بان البنائين
كانوا قد سبقوا الرصادين إلى وضع الاساس (1).
وليس هذا من بهت القوم ووقاحتهم (2) ببعيد؛ فانه لو كان كذلك لرأى
ا لحاضرون تبديل البناء وتغييره، فانهم لو دخلهم شك في تقديم أو تاخير أو
سبق بما دون الدقيقة في التقدير لما سا محوا بذلك، مع المقتضي التام
والطاعة الظاهرة والاحتياط الذي لا مزيد فوقه، وليس في تبديل حجر أو
تحويله برفعه ووضعه كبير أمر على البنائين ولا مشقة، وقرائن الاحوال في
(1) انظر: "اتعاظ الحنفا" للمقريزي (1/ 47 2)، و"الخطط " (1/ 377). وفي سياق
القصة اختلاف.
(2) (ص): "وقحتهم ". وهي بمعنى المثبت.
8 0 2 1

الصفحة 1208