كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
إقامة دولة بتقريرها، وانشاء قاعدة بتحريرها، شاهدة بان الغفلة عن مثل هذا
الخطب الجسيم مما لا يتسامح بها البتة.
ويا لله العجب! كيف لم يطهر سبق البنائين للرصادين إلا بعد انقراض
دولة الملاحدة، و ما مدة بقاء دولتهم فكان البناء مقارنا للطالع المرصود،
فهل في البهت فوق هذا؟!
ومن ذلك: اتفاقهم سنة خمس وتسعين وثلاث مئة في ايام الحاكم (1)
على نها السنة التي تنقضي فيها بمصر دولة العبيديين، هذا مع اتفاق اولئك على
ان دعوتهم لا تنقطع من القاهرة، وذلك عند خروج الوليد بن هشام المعروف
بابي ركوة الاموي، وحكم الطالع له بانه هو القاطع لدعوة العبيديين، و نه لا بد
أن يستو لي على الديار المصرية ويأخذ ا لحاكم أسيرا، ولم يبق بمصر منجم إلا
حكم بذلك، واكبرهم ا لمعروف بالفكري (2) منجم ا لحاكم.
(1) ا لحاكم بامر الله، العبيدي الزنديق، حاكم مصر (ت: 1 1 4) 0 انظر: "السير"
(5 1/ 173).
(2) كذا في الاصول هنا، وفي سائر المواضع الاتية. وفي " البيان المغرب " لابن عذ ري
(1/ 256): " لبكري"، ولعلها في مخطوطته بالفاء، على طريقة المغاربة في نقط
الفاء نقطة واحدة من أسفل، فظنها المحقق باة موحدة، وفي " انعاظ الحنفا"
(2/ 47): " العسكري "، و في " نهاية الارب " (28/ 178): "العكبري ".
ولعله: أبوالحسن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى
الصد في المصري؛ فإن الصد في هو منجم ا لحاكم المشهور، وله صنع الزيج
الحاكمي، وز يجه معروف منسوب إليه، كما ن صفة المذكور عند ابن عذاري هي
صفة الصد في المذكورة في ترجمته من الغفلة وضعف العقل (انظر: " وفيات
الاعيان " 3/ 0 43)، ويبعد ان يكون "الفكري " شخصا اخر له تلك المنزلة ثم لا=
9 0 2 1