كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
بقطع سبهم وعقوبة من سبهم، وأمر بقطع شجرة الزرجون (1) من الارض
وأوجب القتل على من شرب الخمر، ثم أمر بغرس هذه الشجرة، وأباح
شرب الخمر، وأهمل الناس، حتى نهب ا لجانب الغربي من القاهرة،
وقتلت فيه جماعة، ثم ضبط الامر حتى أمر أن لا تغلق الحوانيت ليلا ولا
نهارا، و مر مناديه ينادي: من عدم له (2) ما يساوي درهفا خذ من بيت المال
عنه درهمين، بعد أن يحلف على ما عدمه أو يعضده بشهادة رجلين، حتى
تحيل الناس في ستر حوانيتهم بالجريد لئلا تدخلها الكلاب، ثم عمد إ لى
كل متول في دولته ولاية فعزله، وقتل وزيره الحسن بن عمار (3)؛ كل ذلك
ليكون قول أهل التنجيم أن دولته تتغير و قعا على هذا الضرب من التغيير.
فلما كان من أمر أبي ركوة ما تقدم ذكره، ساء ظنه بعلم النجامة، فأمر
بقتل منجمه الفكري، وأطلق في المنجمين العيب والذم.
وكان قد جمع بين المنجمين بالديار المصرية، واستدعى غيرهم،
و مرهم أن يرصدوا له رصدا يعتمد عليه، فصارت الطوائف النجومية إ لى
هذا الرصد يتحاكمون، وان تضمن بعض خلاف الرصد المامو ني، ووضعوا
له الزيج المسمى بالحاكمي (4).
وكان هذا الفكري قد أخذ علم النجامة عمن أخذه عن العاصمي، فسير
(1) وهي شجرة العنب. "اللسان " (زرجن).
(2) (ت): "من أخذ له ".
(3) في الاصول: "عماد". وهو تحريف. انظر: "الكامل " لابن الاثير (7/ 477، 481)،
و"البداية والنهاية " (5 1/ 466)، و"اتعاظ الحنفا" (2/ 36).
(4) انظر ما سيأتي (ص: 234 1).
1212