كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

أوقات ا لحاكم وساعاته، ووافقه على ذلك المنجمون، فلما قتله لم يزل أثر
التنجيم عن نفسه؛ لتشوف النفس على التطلع إلى ا لحوادث قبل وقوعها.
وكان بعد يتولع (1) بهذا العلم، و يجمع أصحابه، فحكموا له في جملة
أحكامهم بركوب ا لحمار على كل حال، و لزموه (2) أن يتعاهد ا لجبل
المقطم في أكثر الايام، وينفرد وحده بخطاب زحل بما علموه إياه من
الكلام، ويتعاهد فعل ما وضعوه له من البخورات و [لاعزام (3)، وحكموا بأنه
ما دام على ذلك وهو يركب الحمار، فهو سا لم النفس من كل إنذار (4).
فلزم ما شارو 1 به عليه، و ذن الله العزيز العليم، رث الكواكب
ومسخرها ومدئرها، أن هلاكه كان في ذلك ا لجبل على الحمار (5)، فانه
خرج يوما بحماره إلى ذلك ا لجبل على عادته، وانفرد بنفسه منقطعا عن
موكبه، وقد ستعد له قوم بسكاكين تقطر منها المنايا، فقطعوه هنالك للوقت
والحين، ئئم أعدموا جثته، فلم يعلم لها خبر؛ فمن هنا يقول أتباعه الملاحدة:
إنه غائب منتظر.
و ظهرت قدرة الرب القاهر - تبارك اسمه وتعالى جده - تكذيب قول
تلك الطائفة المفترين، ووقوع الامر بضد ما حكموا به،! ليقلث من هلف
(1) (ت، ص):"يبالغ)].
(2) (ت): " و مروه ".
(3) جمع عزيمة، الرقى التي يعزم بها على ا لجن، وهي عامية، والصواب: عزائم. وفي
(ق، د، ص): " وا لاعتزام ".
(4) مهملة في (د). (ق): "ابدار". وفي (!): "إيذاء". والوجه ما اثبت.
(5) (ق): "على ذلك الحمار".
1213

الصفحة 1213