كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
عنما بينز ويخئ من حى عن بينه و إت أدئه لسميع عليم > [الانفال: 2 4]، فظهر
من كذبهم وجهلهم بدولته (1) في خروج أبي ركوة وقي هذا الحين، فهذا في
مبدئها، وهذا في ختامهاه
فهل بعد ذلك وثوق لعاقل بالنجوم وأحكامها؟! كلا لعمر الله، ليس بها
وثوق، وإنما غاية أهلها الاعتماد على رازقي ومرزوق!
فأما إصابة الفكري بطفر الاسطول فإنما كان بتحيل دبره على أهل
صور، لا بالطالع، فكانت الغلبة له عليهم بالتحيل الذي دبره ساعة القتال، لا
بما ذكره من حكم الطالع قبل تلك الحال.
و ما إصابة الكنز فليس من النجوم في شيء، ومعرفة مواضع الكنوز
علم متداول بين الناس، وفيه كتب مصنفة معروفة بأيدي أرباب هذا الفن،
وفيها خطأ كثير، وصواب قد دل الواقع عليه (2).
ومن ذلك: اتفاقهم سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة على خروج ريح
سوداء تكون في سائر أقطار الارض عامة، فتهلك كل من على ظهرها إلا من
اتخذ لنفسه مغارة في ا لجبال، بسبب أن الكواكب كانت بزعمهم اجتمعت
في برج الميزان، وهو برج هوائي لا يختلف فيه منهم اثنان، كما اجتمعت
في برج الحوت زمن نوج عليه السلام، وهو عندهم برج مائي، فحصل
الطوفان المائي (3). قالوا: وكذا اجتماعها في البرج الميزاني (4) يوجب
(1) في الاصول: "دولته ". وفي (ط): "بتغيير دولته ".
(2) انطر: "زاد المعاد" (4/ 348)، و" الفهرست " (380)، و" مقدمة ابن حلدون"
(13 9 - 9 1 9)، و" الفلاكة والمفلوكون " (0 3).
(3) انظر: " المنتطم " (9/ 97).
(4) غير محررة في (د). وفي (ت، ص): " الترابي ".
4 1 2 1