كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

طوفانا هوائيا.
ودخل ذلك في عقول (1) الرعاع من الناس، فاتخذوا المغارات
استدفاعا لما أنذرهم به الكذابون من الناس، فأذن الله رب العالمين مسخر
الرياح ومدبر الكواكب أنه لما حان (2) ذلك الوقت الذي حدوه، والأجل
الذي عدوه؛ قل هبوب الرياح عن عادتها، حتى أهم الناس ذلك، ورأو من
الكرب بقلة هبوب الرياح ما هو خلاف المعتاد، فظهر كذبهم للخاص
والعام (3).
وكانوا قد دبرو في قصة هذه الريح التي ذكروها بأن عزوها إلى عليئ
رضي الله عنه، وضمنوها جزءا بمضمون هذه الريح، وذكروا قصة طويلة في
آخرها ن الراوي عن علي رضي الله عنه قال له: لقد صدقني المنجمون فيما
حكيت عنك، وقالوا: إنه تجتمع الكواكب في برج الميزان كما اجتمعت في
برج الحوت على عهد نوح و حدثت الغرق، فقلت له: يا مير المؤمنين، كم
تقيم هذه الريح على وجه الارضر؟ قال: ثلاثة أيام ولياليها، وتكون قوتها من
نصف الليل إلى نصف النهار من اليوم الثاني.
(1) (ت): "قلوب ". وصخحت في طرة (ق).
(2) (ق): (كان ".
(3) انظر: " اخبار ا لحكماء" (4 6 5)، و" تاريخ الاسلام)] (2 1/ 669، 1 67)، و" السلوك)
(1/ 1 1 2)، و" النجوم الزاهرة " (6/ 2 0 1)، و" شذرات الذهب " (6/ 9 4 4). قال ابن
تغري بردي: "وهذا الكذب متداول بين القوم إلى زماننا هذا، حتى إنه لا يمضي شهر
إلا وقد أوعدوا الماس بشيء لا حقيقة له، والعجب ان الشخص من العامة إذا كذب
مرة على رجل يستحي ولا يعود إلى مثلها، وهؤلاء القوم لا عرض لهم ولا دين ولا
مروءة إ.
1215

الصفحة 1215