كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)
وانظر إلى اتفاقهم على أن الكواكب إذا اجتمعت في برج الميزان
حصل هذا الطوفان الهوائي، واتفاقهم على اجتماعها فيه في ذلك الوقت،
ولم يقع ذلك الطوفان!
ومن ذلك: اتفاقهم في الدولة الصلاحية (1) بحكم زحل والدا لي (2)،
أن مدينة الاسكندرية لا يموت فيها من الغز (3) وا لي، فلما مات بها الملك
المعظم شمس الدولة تورانشاه بن أيوب بن شاذي سنة خمس! وسبعين
وخمس! مئة، ثم واليها فخر الدين قراجا بن عبد الله سنة تسع وثمانين
وخمس مئة، ثم واليها سعد الدين سودكين (4) بن عبد الله سنة خمس وست
مئة- انخرمت هذه القاعدة أصلا، وبطل قولهم فرعا وأصلا، حتى قال بعض
شعراء ذلك العصر عند موت الامير فخر الدين:
وقضى كلوح الثغر عند مماته أن المنجم كاذب لا يصدق
لو كان فيه لا يموت مؤمر أودى (5) وفخر الدين حي يرزق
ومن ذلك: اجتماعهم في سنة خمس عشرة وست مئة لما نزل الفرنج
على دمياط، على أنهم لا بد أن يغلبوا على البلاد، فيتملكوا ما بارض مصر
من رقاب العباد، وأنهم لا تدور عليهم الدائرة إلا إذا قام قائم الزمان (6)،
(1) صلاح الدين الايوبي.
(2) الدا لي: الدلو. وهو بيت زحل. انظر: " صفة جزيرة 1 لعرب " للهمداني (6 4)، و" روج
لمعاني " (9 1/ 0 4)، و"كفاية الطالب " للموسوي (5 1، 18).
(3) جنس من الترك. " اللسان " (غزز).
(4) (ت) و"الفلاكة وا لمفلوكون " (28): "بن سودكين ".
(5) اب: هلك دح.
(6) وهو مهدي الشيعة. انظر: "فرج لمهموم" لابن طاووس (258).
6 1 2 1