كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

و طلق القول بالتاذين إذ خرست له نواقيس جرجيس فما آحتسبا (1)
ومما تفق عليه المنجمون: أن الانسان إذا اراد أن يستجيب الله دعاءه جعل
الرأس في وسط السماء مع المشتري أو بنظر منه (2) مقبول، والقمر متصلا به أو
منصرفا عنه يتصل بصاحب الطالع، أو صاحب الظالع متصلا با لمشتري ناظرا
إ لى الرأس نظر مودة (3)؛ فهنالك لا يشكون أن الاجابة حاصلة (4).
قالوا: وكانت ملوك اليونان يلزمون ذلك، فيحمدون عقباه.
والعاقل إذا تأمل هذا الهذيان لم يحتج في علمه ببطلانه ومحاله إ لى
فكر ونظر، فان رب السموات والارض سبحانه لا يتاثر بحركات النجوم، بل
يتقدس ويتعا لى عن ذلك.
فيا للعقول التي أضحكت عليها العقلاء من المؤمنين والكفار! ما في
هذه الاتصالات حتى تكون على وجوب إجابة الله من أقوى الدلالات؟!
ومما عليه المنجمون متفقون أو كالمتفقين: ان الخبر إذا ورد في وقت
(1) (د، ق، ص): " له النواقيس اجر قيس فاحتسبا". (ت): "له النواقيس اخرس
فاحتسبا". والمثبت من (ط) ولعله من تصرف الناشر. وفي القصيدة مواضع لم
تتحرر كما ينبغي في الأصول، ولم أجدها في مصدر اخر.
(2) (ت): "أو ينظر منه". وهي مهملة في (ق).
(3) في "الفلاكة وا لمفلوكون " (28): " والقمر متصل به او منصرف عنه. . . متصل
بالمشتري ناظر. . . ".
(4) ليعقوب بن إسحاق الكندي (ت: 0 26) رسالة في تحري وقت يجري فيه إجابة
الدعاء والتضرع إلى الله تعا لى من جهة التنجيم. انظر: " استدراكات على تاريخ
لتراث العربي)] (8/ 1 1 1).
1220

الصفحة 1220