كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

فقد كان أوائلهم من الاقدمين وكبار رصادهم من عهد بطليموس
وطيموخارس ومانالاوس قد حكموا في الكواكب الثابتة بمقدار، واتفقوا أنه
صحيح الاعتبار، و قام الامر على ذلك فوق سبع مئة عام، والناس ليس
بايديهم سوى تقليدهم، حتى كان في عهد المامون، فاتفق من رصادهم
وحكامهم علماء الفريقين، مثل خالد بن عبد الملك المروزي (1)،
وحبش (2) صاحب الزيج المأمونيئ، ومحمد بن الجهم (3)، ويحيى بن أبي
41)
منصور" = على أنهم امتحنوا رصد الاوائل فوجدوهم غالطين فيما
رصدو 5، فرصدوا هم رصدا لانفسهم، وحررو 5، وسموه: الرصد لممتحن،
وجعلوه مبدأ ثانيا بعد ذلك الزمن.
وكان لاوائلهم إ جماع على صحة رصدهم، ولهؤلاء إ جماع على
خطئهم فيه؛ فتضمن ذلك شهادة الاواخر على الاوائل أنهم كانوا غالطين،
وإقرار الاو خر على أنفسهم أنهم كانوا بالعمل به مخطئين.
ثئم حدثت طائفة أخرى، منهم كبيرهم وزعيمهم ابو معشر محمد بن
جعفر (5)، وكان بعد أصحاب الرصد الممتحن بنحو من ستين عاما، فرد
(1) انظر: "طبقات الامم " لصاعد (0 5. 56)، و" مروج الذهب " (1/ 0 0 1)، و" اخبار
ا لحكماء" (1 0 3، 6 32). ونسبته في بعضها: المروروذي. نسبة إلى مرو الروذ،
وتعرف بمرو الصغرى. وا لمروزي نسبة إلى مرو. وهي من مدن خراسان.
(2) في لاصول: "حسن". وهو تحريف. نظر: " لفهرست" (334)، و" طبقات الامم"
(54)، و" اخبار الحكماء" (223)، و"كشف الظنون " (2/ 968).
(3) البرمكي. انظر: " طبقات الأمم " (0 6).
(4) انظر: " طبقات الامم " (0 5، 57. 0 6)، و" اخبار الحكماء" (484).
(5) كذا في الاصول. والصواب: جعفر بن محمد. كان في اول امره من اهل ا لحديث، ثئم-
4 2 2 1

الصفحة 1224