كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

التي حتالها في الخاتم و لقلم، فوهب له المأمون ألف دينار وصرفه، فلقيناه
بعد ذلك فاذا هو أعلم الناس بعلم النجوم، ومن أكبر أصحاب عبد الله
القشيري (1)، وهو الذي عمل طلسم الخنافس في دور بغداد (2).
قال أبو معشر: لو كنت في القوم لذكرت أشياء خفيت عليهم؛ كنت
أقول: الدعوى باطلة من أصلها، لان البرج منقلب وهو الجدي، و لمشتري
في الوبال، والقمر في المحاق، و لكوكبان الناظران إلى الطالع في برج
كذاب وهو العقرب.
فتأمل كيف ختلفت أحوالهم و حكامهم مع آ تحاد الطالع، وكل منهم
يمكنه تصحيح حكمه بشبهة من جنس شبهة الاخر، فلو تفق ان آدعى رجل
صادق في ذلك الوقت و لطالع دعوى، ألم يكن دعاوه ممكنا غير مستحيل،
ودعواه صحيحة في نفسها؟ أم تقولون: إنه لا يمكن أن يدعي أحد في ذلك
الوقت والطالع دعوى صحيحة البتة؟! ومن المعلوم لجميع العقلاء أنه
يمكن إذ ذاك [وقوع] (3) دعويين من رجل محق ومبطل بذلك الطالع بعينه.
فما أسخف عقل من ارتبط بهذا الهذيان، وبنى عليه جميع حوادث
الزمان! وليس بيد القوم إلا ما عترف به فاضلهم وزعيمهم أبو معشر.
قال شاذان في الكتاب المذكور أيضا: قلت لا بي معشر: الذنب بار؟
يابس، فلم قلتم: إنه يدل على التأنيث؟ فقال: هكذا قالوا!. قلت: فقد قالوا:
(1) في " اخبار الحكماء" و" سرور النفس ": عبد الله ابن السري.
(2) انظر: "الديارات " للشابشتي (0 0 3)، و" ا لخزل والدال " (2/ 6 2)، و" معجم البلدان "
(2/ 8 0 5).
(3) ليست في الاصول، والسياق يقتضيها.
27 2 1

الصفحة 1227