كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
لهم، ولم يريدوا أن لهم حجة هم عمي عنها، بل هم عمي عن الهدى كما
كانوا في الدنيا؛ فان العبد يموت على ما عاثر عليه، ويبعب على ما مات
عليه.
وبهذا يطهر أن الصواب هو القول الاخر، وأنه عمى البصر؛ فإن الكافر
يعلم الحق يوم القيامة عيانا، ويقر بما كان يجحده في الدنيا، فليس هو أعمى
عن الحق يومئذ (1).
وفصل الخطاب: أن الحشر هو الضم والجمع.
ويراد به تارة ا لحشر إلى موقف القيامة؛ كقول (2) النبي! ياله: "إنكم
منورون إلى الله حفاة عراة غرلا) " (3)، وكقوله تعا لى: < وإذا انوخرند
حشرت > [التكوير: 5]، وكقوله تعا لى: <وحشزنهم فم نغادرمتهتم أحدا) [الكهف:
47].
ويراد به الضم وا لجمع إلى دار المستقر؛ فحشر المتقين: جمعهم
وضمهم إلى ا لجنة، وحشر الكافرين: جمعهم وضمهم إلى النار.
قال تعا لى: <يوم نخشر لمحتقين إلى الرخن وفدا) [مريم: 85].
وقال تعا لى: (آخمثرو الذين ظلمو وأزوجهم وماكانوا غدون! من دون أدده
فاهدوهتم إلىصر! الححيم) [الصافات: 2 2 - 23]، فهذا ا لحشر هو بعد حشرهم! لى
(1) (ح، ن):"حينئذ".
(2) (ح، ن): " لقول ". وهو خطأ.
(3) اخرجه البخاري (9 334)، ومسلم (0 286) من حديث ابن عباس.
123