كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

القوة في الحدس بخواص الاحوال (1) التي تكون من متزاجات الكواكب؛
فبلغ من الصعوبة وتعسر الوفوف عليه إلى ان دفعه بعض الناس، وظنوا انه
شيء لا يدركه أحد البتة، وأكثر المتفردين (2) بالعلم الاول - يعني علم
ا لهيئة - ينكرون هذا العلم، و يجحدون منفعته، ويقولون: هو شيء يقع
بالاتفاق، وليس عليه برهان " (3).
إ لى ان قال: "ومن المتفردين بالعلم الثاني - يعني علم الاحكام - من
يأ تي على جزئياته (4) بحجج على سبيل النظر وا لجدل، ويظن (5) أنها
برهان؛ لجهله بطريق البرهان وطبيعته ".
فحصل من كلام هذا تجهيل اصحاب الاحكام (6)، كما حصل من كلام
الصوفي تكذيب اصحاب الارصاد، وهذان الرجلان من عظمائهم وزعمائهم.
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(6)
(ت): " ا لافعا ل ".
في الأصول: "المنفردين "، في الموضعين. تحريف. والمثبت من " ا لمجمل ".
ثم أجاب عن ذلك بقوله: "فنقول: اما الاتفاق فإذا دام او وقع في اكثر الاحوال فهو
احد البراهين، واما البرهان فليس كل ما لا يكون عليه برهان د طجر فيترك الانتفاع
به، فليس من الحكم بل ليس من العقل أن يترك الانتفاع بالسكنجبين في تسكين
الصفراء حتى يقوم البرهان على فعله! لكن يستعمل وينتفع به ويقتصر من برهانه
على ما ترى من فعله دائما او في الأكثر". وهو جواب عليل، وفيه مصادرة على
المطلوب، فان اتفاق إصابة احكام النجوم لم يدم ولم يكثر!
(د): "جزويا ته ".
(د): "يطن ". (ق، ت): "فظن". و لمثبت من " المجمل ".
وإن كان رأيه أن هذا علم يدرك بالتجربة و لقياس، وما اتفقت عليه الامم منه ليس لنا
أن نرى رايا بخلافه، وما اختلفت فيه اتبعنا الأقرب للقياس، اما اختلاف الاحاد فلا
يلتفت إليه، وكتابه " المجمل " هو في تقرير هذا العلم وتفصيل أبوابه ومسائله.
1233

الصفحة 1233