كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 3)

ثم حدثت جماعة أخرى، منهم المنجم المعروف بالفكري (1) منجم
الحاكم بالديار المصرية، وكان قد انتهت إليه رياسة هذا العلم، وكان قد قرا
على من قرأ على العاصمي، فوضع هو و صحابه رصدا آخر، وهو الرصد
الحاكمي، وخالف فيه أصحاب الرصد الممتحن في أشياء، وعلى ذلك
التفاوت بنوا الزيج ا لحاكمي.
وكان الحاكم قد أراد أن يحذو على فعل المامون، فامر ن يجتمع عنده
من أهل عصره (2) المنجمون ورئيسهم الفكري، فوضعوا الزيج ا لحاكمي،
وخالفوا أصحاب الرصد المامو ني، ومالوا باتباعهم (3)! لى الرصد ا لحاكمي.
ولو تفق بعد ذلك رصد اخر لسلك اصحابه في خلاف من تقدمهم
مسلك أوائلهم.
هذا ومستندهم ومعولهم ا لحس والحساب، وهما لا يقبلان التغليط،
فما الظن بما يدعونه من علم الاحكام، الذي مبناه على هواجس الظنون
وخيالات الاوهام؟!
ثم حدثت جماعهب أخرى، منهم: أبو الريحان البيروني، مؤلف كتاب
"التفهيم إلى صناعة التنجيم "، جمع فيه بين الهندسة والحساب و لهيئة
والاحكام، وكان بعد كوشيار بنحو من أربعين سنة (4)، فخالف من تقدمه
(1) راجع ما تقدم تعليقا (ص: 9 0 2 1).
(2) غير محررة في (د، ق). مر أن تقرا: عهده. وسقط من (ت) من قوله: " وكان
لحاكم " إ لى: "فوضعوا الزيج الحاكمي ".
(3) في الاصول: "اتباعهم "، ويصح لغة، لكن المثبت أشبه.
(4) (ت: 0 4 4) 5 انظر: "إرشاد الاريب " (0 233)، و" الاعلام " (5/ 4 31).
4 123

الصفحة 1234